الضوابط العلمية و المنهجية للتعامل مع القران الكريم

6:41 ص




الضوابط العلمية و المنهجية للتعامل مع القران الكريم


-1    كيف نعمق معرفتنا بعظمة القرآن؟

كما أن اليهود والنصارى يحملون أبناءهم مند صغرهم على مبادئهم الواهية والمزيفة وينادون ويعتزون بانتسابهم لها فالأجدر أن نكون نحن المعتزون بدينا وخاصة بقرآننا الذي هومعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكما أن اليهودية تحرس التوراة لتلاميذها وليحفظوا على ظهر قلب فالأجدر أن ندرس قرآننا لأبناءنا وأن نحفظه لهم عن ظهر قلب لأن المعرفة الإسلامية التي تكمن في مصدرها الأول ألا وهو القرآن الكريم في أمس الحاجة إلى عقول فتية صغيرة من أجل أن تشكل في دواخلها أساسا دينيا وعقائديا حتى يسهل بناء ما فوق ذلك. ومن هنا كان إلزاما علينا أن نعلم القرآن بعد تعلمه كما قال تعالى )أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها( وهنا تأتي أهمية التبليغ التي أكد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {ولو آية} وهذا أضعف الإيمان {بلغوا عني ولو آية}. لأن بقرآتنا للقرآن الكريم يزداد تعمقنا بمعرفة الله عز وجل وبالتقرب إليه.

-2    كيف نكون صلة دائمة مع القرآن؟

إن حب الرجل لابنه يجعله أشد التعلق به وحتى وهو في العمل فإنه يفكر فيه لما له من قيمة في نفسه بدافع العلاقة الأبوية. وهذا إن كان هكذا فنحن في أمس الحاجة إلى العلاقة الدينية والنورانية التي تكمن في محبة والارتباط بالقرآن الكريم لأنه هو نبراس الأمة ومرشدها، ومن خلال آياته تستشعر الحب الذي يربطك به هذا القرآن العظيم الذي أجله الجن وخاف من حمله الجبال وتصدعت له الجدران وانفلقت به البحار وسقطت به الأعداء وتوالت به الهزائم النكراء على أعدائنا وأعداء الإسلام، وهكذا فإن ارتباطنا بالقرآن لا يعني قراءته ولكن الملازمة على تطبيقه فهذا عمر رضي الله عنه حفظ البقرة في ثمان سنوات كان من الأجدر أن يحفظها في ظرف عام على الأقل وأدنى من ذلك كما يفعل أبناؤنا الذين يحفظون ولا يعون بكتاب ولا يعرنه اهتماما، فقد كان يريد عمر ابن الخطاب تطبيق الآيات لا حفظها حفظا عشوائيا.

3-   كيف نتدارس القرآن الكريم؟

إن الجماعة المسلمة التي تقرأ القرآن وترجع إليه في اختلافها يجب أن تتدارس فيما بينها وهنا نقطة حيث أن معظم يضن أن قراءته أو تلاوته للقرآن الكريم وحده قد تفي بالغرض بل على العكس، فالشيطان يتدخل في الوحدة والإنسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوي بإخوانه فضعيف بنفسه والناس في اجتماعهم لمدارسة القرآن هم كثرة يتغلبون لا محال على وساوس الشيطان بل يخافهم ومجالسهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كلام الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله عز وجل في عنده" انظر أو انظروا إلى مكانة المدارسة الجماعية حيث تذكر أنت ومن معك في الملء الأعلى أمام الملائكة الكرام البررة.
-4     كيف نتخذ القرآن إماما ومرشدا؟

إن الذي يؤمن بالله وملائكته ورسله حق الإيمان فهو الأولى أن يعود إلى مصدره الأصلي إذ أشكل عليه أمر في الحياة لأنه يعلم أنه سيجد فيه ما يحتاجه لأنه شمل كل شيء لقوله تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شيء} والذي نراه في عصرنا الراهن هو إلتهاء الناس إلى غيرهم من دوي العقول الضعيفة التي لا تؤمن حق الإيمان بالله وقد قال عز من قال {وما اختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله…} لكن قليلي الإيمان لا يأخذون بهذا بل يستشيرون الآخرين أو يتخذون مصادر أخرى كالرأسمالية والليبراليا… وزد على ذلك الأنظمة الموجهة الحالية.
ولكن إذا فحصنا الأمر وجدنا أن القرآن لم يترك إلا وتحدث عليه وأمعن فيه وهذا من خلال قوله تعالى {اليوم أكملت لم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
وللقرآن الكريم أثر على الصحابة لأن بفضله أصبحوا مسلمين قانتين عابدين لله فها هو عمر رضي الله عنه كان أقصى الناس وأعنتهم وأفجرهم كيف حوله القرآن من الصلابة والتحجر إلى اللين والسلاسة كيف فعل القرآن فعله في قلب عمر رضي الله عنه الذي كان أفجر الناس في الجاهلية فسار أصيبهم في الإسلام والحقيقة أنه القرآن.
حينما دخل على أخته وهي تقرأ القرآن فصفعها وأداها لكن طلب منها أن يرى ما في الكتاب فامتنعت وقالت حتى تتوضأ فلما ذهب وغسل وأتى ليقرأ جاء عند سورة طه فتزلزل وانقلب من فاجر إلى طيب ومن كافر إلى مسلم. فذهب وأعلن إسلامه أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان الرسول أشد فرحا بإسلامه.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة